ثانيا : برنامج تأسيس
لقد تحالفت شركة الطفولة العالمية وشركة العبيكان للتعليم تحالفا إستراتيجيا لإنتاج برنامج تأسيس و الذي تتمحور فكرته على العناية والتركيز على تعليم المهارات الأساسية في القراءة والكتابة والحساب للأطفال ما بين سن(6-14 )سنة ، إلى حد الإتقان والممارسة التلقائية غير المتكلفة ، بحيث تصبح القراءة السليمة الواعية ممارسة ممتعة والكتابة الصحيحة وسيلة للتواصل والتعبير عن الذات ، والعمليات الحسابية مهارة عقلية اعتيادية ، فنصل مع أطفالنا ـ بإذن الله ـ إلى تأسيس قاعدة تعليمية صلبة ، تتخلص من كل مظاهر الضعف وتداعياته في سنوات التعليم ، ومراحله اللاحقة وتنطلق في مسيرتها التعليمية ، برغبة عارمة وتطلع دائم دون أية معوقات أو صعوبات فنبني بذلك شخصيات واثقة محبة للتعلم ، قادرة على التواصل ، والتفاعل الإيجابي ، شغوفة بالمعرفة ، تنبع مصادرها وتحلل عناصرها وتثريها أخذًا وعطاء .أهداف البرنامج
- مساعدة الأطفال على إتقان مهارات القراءة والكتابة والحساب في المرحلة الأولية.
- تقديم إستراتيجيات تدريسية للمهارات الأساسية تساعد المعلمين والمعلمات على تطوير أدائهم وتحقق أهدافهم.
- تصميم مقاييس تشخيصية تساعد المدارس وأولياء الأمور على تحديد مستويات الأطفال في المهارات الأساسية ( القراءة – الكتابة – الحساب ).
مكونات البرامج
- اختبارات (إحلال) لتحديد المستوى العمري الدراسي للطفل (Placements Tests)
- اختبارات تشخيصية لكل فئة عمرية (6-14) وبواقع اختبار لكل منها. وتهدف إلى تحديد نقاط القوة والضعف (البروفايل التحصيلي) لكل طفل. وفي ضوء هذا البروفايل تحدد حاجات الطفل كي يرقى إلى مستوى الإتقان.
- حقيبة متكاملة من الأنشطة و التمارين الشيقة و المركزة تعمل على تمكين الطفل من المهارات الأساسية التي يواجه مشكلة فيها أو التي يرغب في تطويرها للوصول إلى مستوى الإتقان المطلوب.
- دليل التشغيل : و هو دليل يحتوي على مجموعة السياسات و الإجراءات و التعليمات الخاصة بإدارة عمليات تشغيل البرنامج من استقبال و تسجيل و مواصفات و تجهيزات البيئة المناسبة و إرشادات المعلم أو المعلمة و غيره من الأمور .
- حقيبة تدريبية : و هي حقيبية لتدريب و تأهيل العاملين على تنفيد البرنامج ويتم فيها إكسابهم الاتجاهات و المعارف و الممارسات الملائمة لطبيعة و أهداف البرنامج مما يساهم في ضمان تطبيق البرنامج بدقة .
الإطار الفلسفي للبرنامج و مبرراته
يكاد يجمع خبراء التربية والباحثون على أن معظم أسباب الضعف الذي يظهر في أداء الطلاب في المراحل المتأخرة ( المتوسطة والثانوية والجامعية ) تعود في أصلها إلى صعوبات تعلم ، تكونت في مرحلة الطفولة ، وأثرت بشكل كبير على اكتساب المهارات الأساسية ( القراءة الكتابة والحساب ) والسبب الكامن وراء معظم هذه الصعوبات هي الممارسات التدريسية الخاطئة أو القاصرة التي يتعرض لها الطلاب ؛ فتضعف عندهم تلك المهارات وإذا صعب على الطفل التعرف على أصوات الحروف ـ مثلا ـ في السنوات الأولى من تعلم القراءة ، فإنها تكثر أخطاؤه أثناء القراءة فيفقد المعنى ، ويفقد تبعًا لذلك فهم المقروء فضلاً عن الاستمتاع ، ومن هنا تتشكل الاتجاهات السلبية نحو التعلم وعملياته ، والقراءة وأنواعها ، وما يترتب على ذلك من مشكلات في التواصل والتفاعل الاجتماعي وتأثر شخصية الطالب بشكل عام .
ومن هنا تبرز أهمية التدخل المبكر في المراحل الأولية من الطفولة ، للحيلولة دون حديث أي صعوبات في مهارة القراءة والكتابة ، والتي تعد أساسًا للتحصيل الدراسي والتكوين السوي للشخصية ، والتواصل الإنساني المستمر طوال الحياة ، وقد أظهرت الدراسات التي أجريت في العقدين الماضيين ، نتائج مكثفة تبين أن الأطفال الذين لم يتلقوا تدريبًا مبكرًا على مهارات القراءة ، فإنه يصعب عليهم اللحاق بأقرانهم العاديين ممن أتيحت لهم فرص تدريسية أفضل ، فالقارئ الذي يكون ضعيفًا منذ الصف الأول ، يبقى كذلك لمعظم حياته المدرسية ( )...
ولقد أشار المعهد الأمريكي للتقييم عام (2000م) بأن أكثر من ثلث الأطفال في الصف الرابع وكذلك(68%)من الأطفال في سن المدرسة لا يمتلكون المهارات الضرورية التي تساعدهم على بلوغ المستويات الدنيا من إتقان عملية القراءة وقد بيَّن ( Honing1997 ) أيضًا بأن المقدرة على تفسير الرموز في الصف الأول ، تعتبر مؤشرًا بنسبة (80-90%) على إتقان مهارة الفهم القرائي في الصف التاسع .
ومن البديهي أن الضعف القرائي عند الطالب ، ينتج عنه ضعف كتابي ، ويعيقه عن الطلاقة اللغوية المنطوقة والمكتوبة ... أما الحساب وعملياته الأربع الأساسية ( الجمع ، والطرح ، والقسمة ، والضرب ) فإن اكتسابها يرتكز على تطور مهارات إدراكية وتفكيرية مختلفة لدى الطفل ، وأي خلل في تطور إحدى هذه المهارات الإدراكية والتفكيرية من شأنه أن يعيق عملية الاكتساب التعليمي بشكل عام ، والحساب بشكل خاص .. والأخطر من ذلك أن الباحثين مثل: "لمانور" ، و"شاليف" ، و"جوزيف" ، و"جروس" ، و "تسور" قد خلصوا في بحثهم الذي أجروه على (42) من أطفال الروضات الذين يعانون من اضطرابات لغوية تطورية مقارنة مع أقرانهم الذين لا يعانون من أي اضطرابات تطورية ، في فحص المهارات الحسابية لدى هؤلاء الطلاب ( أي: مفهوم العدد ) والتعامل الحسابي ، خلصوا إلى أن الأطفال ذوي الاضطرابات اللغوية التطورية ، أظهروا تأخرًا واضحًا في اكتساب مثل هذه المهارات ، مقارنة بنظرائهم الذين لا يعانون أي خلل تطوري ( ) مما يؤكد أن العلاقة وثيقة جدًّا بين التمكن الحسابي ، والقدرات اللغوية الأساسية ، في تكوين الشخصية المتعلمة والناجحة بشكل عام في الحياة .
وبناءً على كل ما تقدم ، التزمت شركة الطفولة العالمية التعليمية ، بالتركيز على إكساب الأطفال مهارات إتقان القراءة والكتابة والعمليات الحسابية الأربع ، باعتبار أن مرحلة الطفولة هذه هي المرحلة الحرجة ، والوقت المناسب للتمكن من هذه المهارات ، وأية تفريط أو تهاون أو ممارسات تعليمية قاصرة ستشكل إعاقات دائمة في التعلم والفهم والنمو الإدراكي .