المجال الأول : حلول البرامج و الأنظمة التعليمية والتربوية - ركائز منهاج بواكير التعليمي
close icon
close icon

المجال الأول : حلول البرامج و الأنظمة التعليمية والتربوية - ركائز منهاج بواكير التعليمي

فهرس المقالات
المجال الأول : حلول البرامج و الأنظمة التعليمية والتربوية
منهاج بواكير التعليمي
ركائز منهاج بواكير التعليمي .
مكونات منهاج بواكير
الجديد في منهاج بواكير التعليمي
قصة منهاج بواكير
ثانيا : برنامج تأسيس
ثالثا : برنامج قادر لتسهيل التعلم
رابعا : برنامـــج مرح تــــــرب
جميع الصفحات

ركائز منهاج بواكير التعليمي


إن ركائز منهاج بواكير مستمدة – والحالة هذه- من جوهر الأيديولوجيات السابقة الذكر، آخذًا بعين الاعتبار ما حفلت به من إيجابيات، وناظرًا بحذر إلى ما وجه إليها من انتقادات مراعيًا تفاديها أو التقليل منها ما أمكن، مع تبنيه النظرة النمائية فلسفةً وأسلوبًا وطريقة تقويم في عناصره كافة. وقد أفاد منهاج "طفولة" من طريقة منهجية "منتسوري" في الاهتمام بتربية الحواس ووظائفها، وتقدير النزعة الاستقلالية للطفل من خلال التمتع بالحرية في اختيارهم الألعاب والأدوات التي ترتبط بمجالات نموهم، كما أفاد المنهاج من طرائق "منتسوري" في تعليم الأطفال مهارات الرياضيات المختلفة. أما منهجية "ريجيو إميليا" فتبدو جليةً واضحةً في منهاج "طفولة" من حيث تمركزه حول المتعلم وتوفير الفرض الغنية للطفل للاستكشاف واتخاذ القرار والاندماج في بناء المعرفة، كما أفاد المنهاج من تلك الفلسفة في تحديد الأدوار الجديدة لكل من المعلم والأطفال في ضوء فهم حاجات الأطفال واهتماماتهم، فضلاً عن إيلائه مشاركة الأهل اهتمامًا واضحًا، كما أن لطرائق التقويم التي نادى بها " ريجيو إميليا " انعكاسًا واضحًا في منهاج "طفولة" الذي يرفض ــــ شأنه في ذلك شأن "ريجيو إميليا " ــــــ طرائق التقويم التقليدية التي باتت عقيمة جامدة لا تعكس فهمنا لنمو وتعلم الأطفال.

ويعد "التعلم الناشط" الذي بُنيت عليه فكرة منهاج "هاي/سكوب" في الولايات المتحدة الأمريكية محورا هامًّا في منهاج "طفولة" الذي تكاد لا تخلو فيه أي خبرة من التعلم الناشط. وعليه فقد أفاد "منهاج طفولة" من منهجية "هاي/سكوب" في إرساء مبادئ التعلم الناشط الأساسية، ولعل تبنيه طريقة المراكز/الأركان التعليمية انعكاس واضح جلي للطبيعة النشطة للطفل في التعلم. أما الممارسات الملائمة نمائيًّا فقد برزت بوضوح في "منهاج طفولة" الذي وصف بأنه منهاج ملائم نمائيًّا من حيث تركيزه على التعلم التكاملي الشمولي، ومراعاته الملاءمة العمرية والفردية والثقافية للأطفال في تقديم الخبرات التعلمية، فبالرغم من إيلاء الثقافة العربية السعودية النصيب الأكبر في بناء هذا المنهاج إلا أنه يقدر ويحترم الثقافات الأخرى للمتعلمين، وتلك ملاءمة ثقافية يتبناها "منهاج طفولة" في تقديم الخبرات التعليمية. وما التعلم بالعمل، وإدراك أهمية اللعب، والأنشطة التي يستهلها الأطفال، ويمارسونها بأيديهم، وخلق بيئة صفية محفزة ومرنة وتقويم الطفل المستمر وإقامة علاقة شراكة مع أهالي الأطفال ــــــــــ إلا ممارسات ملائمة نمائيًّا، يعكسها "منهاج طفولة" ويجسدها.

وتشير نتائج العديد من الدراسات إلى وجود أثر إيجابي مباشر لتطبيق مبادئ الممارسة الملائمة نمائيًّا على نمو الأطفال العقلي والاجتماعي والانفعالي والجسمي. أيضًا دللت الدراسات على أن للممارسة الملائمة نمائيًّا آثارًا إيجابية على تحصيل الطلبة الأكاديمي في الصفوف الثلاثة الأولى من المدرسة. فمثلا : أظهرت نتائج الدراسة التي قام بها "دن" ورفاقه، و"ماركون" (Dunn, Beach & Kontos, 1994; Marcon, 1992) أن تحسناً دالاً ظهر على مهارات اللغة اللفظية عند الأطفال، وعلى نموهم اللغوي بشكل خاص. أما دراسة "ماركون" فقد أظهرت أن الأطفال الذين تعلموا من خلال منهاج ملائم نمائيًّا قد حصلوا على علامات أعلى في العلوم والدراسات الاجتماعية مقارنة بأقرانهم الذين تعلموا وفق منهاج تقليدي (Marcon, 1993) وفي دراسة أخرى قام بها "شيرمان و مولير" (Sherman & Mueller, 1996)أشارا فيها إلى أن طلبة الصف الثاني الابتدائي الذين تعلموا منذ الروضة في برامج ملائمة نمائيًّا حققوا نتائج أفضل في امتحانات الرياضيات من تلك التي حصل عليها أقرانهم الذين تعلموا في برامج غير ملائمة نمائيًّا. أيضًا، أظهرت نتيجة إحدى الدراسات التي قام بها "نيكولز" ورفاقه (Nicholls, Cobb, Wood, Yackel& Pastashnick, 1991) أن الأطفال الذين تعلموا في روضات تطبق برامج ملائمة نمائيًّا قد تفوقوا في فهم العمليات الرياضية على أقرانهم الذين تعلموا في روضات تطبق برامج تقليدية تلقينية كما بينت نتائج بعض الدراسات (Love, Ryer & Faddis, 1992; Hirsh-Pasek, Hyson & Rescorla, 1990) أن للممارسة الملائمة نمائيًّا آثار ممتازة على التفكير الإبداعي عند الأطفال كما أن هناك دلائل على وجود أثر أفضل للممارسة الملائمة نمائيًّا من الممارسة التقليدية على تعلم الأطفال للقراءة (Huffman & Speer, 2000).

من ناحية أخرى، تدل نتائج الدراسات على وجود آثار إيجابية للممارسة الملائمة نمائيًّا على نمو الأطفال تتركز في الجوانب الاجتماعية والنفسية. فقد بيًّنت دراسة "جمبناثان وبيرتس وبيرس"(Jambunathan, Burts & Pierce, 1999) أن الأطفال الذين يلتحقون ببرامج تعلم ملائمة نمائيًّا يظهرون معدلات أدنى من السلوك الاجتماعي غير المقبول، كما أنهم يمتلكون مهارات أفضل في حل المشكلات، ويتعاونون بشكل أكبر سواء أثناء اللعب أم التعلم مقارنة بأقرانهم من الأطفال في البرامج التقليدية الأخرى. وقد خرجت دراسة أجراها "جونر وجالو" بنتائج مشابهة تماما، حيث أظهر الأطفال الذين تعلموا من خلال برامج ملائمة نمائيًّا مستوى أعلى في مجال المهارات الاجتماعية والسلوك الاجتماعي المقبول، مقارنة بأقرانهم الذين تعلموا من خلال برامج غير ملائمة نمائيًّا (Jones & Gullo, 1999). ومن الملفت للنظر أيضًا أن نتائج بعض الدراسات أشارت إلى انخفاض مستوى التوتر الذي يعاني منه الأطفال الذين يتعلمون وفق برامج تطبق الممارسة الملائمة نمائيًّا مقارنة بأقرانهم الذين يتعلمون في برامج تقليدية (Wiltz & Klein, 2001; Burts, Charleswort, Fleege, Mosely, Thomasson, 1992; Burts, Hart, Charlesworth & Kirk, 1990).

ينطلق منهاج بواكير من عشرة أسس ترتكز إليها كل الممارسات المرتبطة ببناء هذه المناهج وتنفيذها. أما الأسس العشرة فهي:
  1. ينمو الأطفال بشكل شمولي وتكاملي.
  2. يسير نمو الأطفال ضمن تسلسل محدد ومعروف.
  3. ينمو الأطفال ضمن سرعات متفاوتة.
  4. مراعاة الظروف السياقية (الزمان والمكان).
  5. تختلف ذكاءات الأطفال وأنماط تعلمهم المفضلة.
  6. الأطفال متعلمون نشطون.
  7. ينمو الأطفال ويتعلمون من خلال اللعب.
  8. ممارسات مستندة إلى أبحاث الدماغ.
  9. المتعة ضرورة تربوية وليست ترفًا تربويًّا.
  10. دمج الأسرة ومشاركتها في برامج تربية الطفل.